responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 375

6 - لابد من مراعاة معرفة أنواع البيان ووجوه التبيين كتحديد العدد أو الزمان أو المكان, أو الوجوب أو الحرمة أو إخوانهما, أو نوع الواجب كالمضيق والموسع والعيني, أو تحديد وجه الحكمة من القصة أو الإخبار القرآني, أو الترهيب والترغيب، وتبيين ما يحذر منه مما لا يحذر منه، إلى غير ذلك من الوجوه[1317], لئلا يفسر المفسر بوجه بعيد, أو يحكم بالإجمال على ما ليس بمجمل.

7 - لا ينبغي الالتزام بأحد محتملات المجمل بوصفه وجهاً تفسيرياً مع الغض أو الإعراض عن غيره من المحتملات من دون قرينة, كما لا يمكن القول بأن الآية مجملة مع انصرافها عن غير محتمل واحد[1318].

إلى غير ذلك من الكليات التي توظف هذا العلم الجليل الذي ينطوي على وجوه كثيرة من وجوه الحكمة, فإنفاق الجهد فيه من أحد تلك الوجوه من التشوف على البيان الإلهي واستشرافه, والتشوق إلى دقائقه واستجلائها, من قصصه وأخباره وحكمه وأحكامه وما تنتظمه من الكنوز النفيسة, وفي آناء كل ذلك الأجر الجزيل, ثم إن هذه الكليات تضبط العملية التفسيرية لتخضعها للقواعد الحاكمة, والتي يسير بحسبها البيان التفسيري منتظماً لا يحيد عن الوصول إلى بغيته في التعرف على مراد الخطاب الإلهي في القرآن الكريم.

ولا شك أن مباحث علوم القرآن كلها بمكان من الأهمية لا يسع المفسر فيها إلا تطبيق ما قدم البحث من الأسس المنهجية فيما تناوله منها, كما وتطبق هذه الأسس المنهجية والقواعد المبتنية عليها في بعض الأمور التي هي من تاريخ القرآن, وإن كانت أموراً خارجة عن صلب القرآن فهي تبحث في أدوار القرآن من نزوله وخطه وجمعه وترتيب سوره, وقرآئه وقراءاتهم, وإعرابه وإعجامه وترجمته إلى سائر اللغات.


[1317] - ينظر: الطبرسي - مجمع البيان: 9 / 6.

[1318] - ينظر: الجصاص - الفصول:2 73 والراوندي - فقه القرآن: 2 / 82 والرازي -المحصول: 3 /17.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست