اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي الجزء : 1 صفحة : 308
الأسس المنهجية في ضبط المباحث القرآنية
لعلوم القرآن
معنيان: معنى تركيبي, ومعنى "عَلَمٌ" يطلق على العِلم المدَّون.
فالمعنى
التركيبي: الناتج عن الإضافة بين "علوم" و"القرآن", يشير إلى «جميع
المعلومات، والبحوث التي تتعلق بالقرآن الكريم»[999]
والمرتبطة بمختلف أنواع العلوم والمعارف, سواء أكانت تُوظف لفهم القرآن بمسائلها أم
أحكامها أم مفرداتها، أو أن القرآن دلّ على مسائلها أو أرشد إلى أحكامها.
وهذا المعنى
يشمل كل علم وظف لفهم القرآن أو استند إليه, كعلم الناسخ والمنسوخ وعلم الفقه وعلم
التوحيد، وعلم الفرائض وعلم اللغة وغير ذلك من العلوم التي تلتقي وتشترك في
اتخاذها القرآن موضوعاً لدراستها، وتختلف في الناحية الملحوظة فيها من القرآن
الكريم[1000].
إلا أن
لأستاذنا الدكتور الصغير رأياً في حصر مصطلح علوم القرآن, بالعلوم والمعارف التي
تعرف من القرآن في نصوصه ومن أعماقه ليس غير. فهو يرى أن "مصطلح علوم
القرآن"لا ينطبق إلا على العلوم التي تستنبط من صميم النص القرآني وحده, لا
التي تدور حوله, بل التي تستخرج من داخله فحسب, وما تعلق به خارجياً وفي ضوئه ومن
محوره في وحي القرآن, ونزول القرآن, وقراءات القرآن, وشكل القرآن, وتدوين القرآن,
وكتابة القرآن ورسمه, وسلامة القرآن من التحريف, كلها من تاريخ القرآن لا من علوم
القرآن, وبذلك يفرق بين النص داخلياً, وبين ما يبحث في إطاره خارجياً, وبذلك يمكن
فرز علوم القرآن من العلوم التي تسخر لفهم القرآن, أو التي توظف لمعرفة ما يدور في
فلك القرآن وهي ليست من علومه[1001].