responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 277

فعلم المعاني: هو أصول وقواعد يعرف بها حالات اللفظ العربي التي بها يطابق اللفظ لمقتضى الحال[893].

وعلم البيان: أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة العقلية وخفائها على ذلك المعنى[894].

فهما ركنا البلاغة التي وصفت «عند أهل اللسان: لمحة دالة وإشارة مقنعة»[895]، تشبيهاً بإشارة المتكلم إلى معانٍ كثيرة, باللفظ البليغ المختصر الذي يحمل معاني كثيرة, وذلك لقلة الكلام واختصاره بإشارة اليد، فإن المشير بيده يشير إلى أشياء لو عبر عنها بلفظ لاحتاج إلى ألفاظ كثيرة.

هذا مع مراعاة أن الإشارة المقصودة في وصفهم يعدّ فيها صحة الدلالة وحسن البيان مع الاختصار، لأن المشير بيده إن لم يفهم المشار إليه معنى الإشارة بأسهل ما يكون، فإشارته معدودة من العبث, وحينئذ خارجة عن الوصف[896].

وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون الكلام مختصراً ليسمى بليغاً, فقد يقتضي الحال إطالة الكلام, إذ «البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال ورعاية وضوح الدلالة»[897], فهي الاقتضاب عند البداهة، والغزارة عند الحاجة إلى الإطالة, فالبليغ الذي يبلغ القصد بأقرب طرق الإفهام مع حسن الغرض، وليس أقرب طرق الإفهام تقليل الحروف واختصار الكلام, مع أنه قد يكون كذلك، ولكن أقرب الطرق في الإفهام أن تكون الغاية مثالاً للعقل، ثم يكون المعنى مسوقاً إليها، واللفظ منسوقاً


[893] -ينظر: الشريف الجرجاني-التعريفات:1/50.

[894] -ينظر: المصدر نفسه.

[895] -الشريف الرضي-حقائق التأويل: 170.

[896] -ينظر: ابن أبي الإصبع- تحرير التحبير: 1 / 31.

[897] -التفتازاني-مختصر المعاني: 265.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست