responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 125

الاختلاف في أسباب النزول

علم أسباب النزول من فروع علوم القرآن, وهو علم يبحث فيه عن سبب نزول سورة أو آية ووقتها ومكانها وغير ذلك, «فأسباب النزول هي: أمور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول الوحي بشأنها»[271].

فهي ليست بمعنى السبب والعلة التامة قطعاً, وإنما هي مناسبة دعت إلى نزول آية أو آيات بنحو الاقتضاء, وكل ذلك بترتيب الله وعلمه, إذ لا يتوقف البيان للناس على هذه الواقعة حسب بحيث لولاها لما صدر بيان من الشارع, لكن هذه المناسبة كانت أول مصاديق الداعي والاقتضاء.

ثم أن معرفة أسباب النزول يعتمد على ما نقل عن السلف. والغرض منه ضبط ما يتعلق بالآيات من اقترانها بالمناسبة, ليتعرف المفسر على وجه من وجوه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم، ومنه ما له خصوصية, ومنه ما يكون عاماً.

فقد يحتاج المفسر إلى معرفة السبب أشدّ احتياجاً ليسير على ضوئه في فهم النص, إذ ربما لا يمكن معرفة تفسير الآية من دون الوقوف على سبب نزولها, لأِن النص القرآني المرتبط بسبب معين للنزول تجئ صياغته وطريقة التعبير فيه على وفق ما يقتضيه ذلك السبب، فما لم يعرف ويحدد, لا تُستجلى أسرار صياغته، ولا شكَّ «أنه لا يحل القول فيه إلا بالرواية والسماع ممن شاهد التنزيل»[272].

وحيث أن أسباب النزول يدرس فيه كلام الله تعالى في القرآن من حيث ارتباطه بالأحداث والوقائع التي وافقت نزوله في عصر الوحي, واقتضت نزول الوحي بشأنها، فكان له الأثر الكبير في تنوع الفهم واختلاف التفسير, نتيجةً لاختلاف الرواية لمناسبة


[271] - محمد باقر الحكيم- علوم القرآن: 38.

[272] - ينظر: الواحدي: أسباب النزول:4.

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست