وليس كلامه تعالى ككلام غيره, فلو
كان من عند غير الله لتعارضت أحكامه وتضادت معانيه، فما أبعده عن ذلك, قال أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «إن كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً ولا يكذب
بعضه بعضاً»[234].
فيرى الباحث المنصف إذا تأمل في أحكام
القرآن الكريم وحِكَمِه وقصصه وأمثاله وما فيه من الوعد والوعيد مع التكرار
والتنوع في العرض والتفنن في أساليب الخطاب أنه لا يحتمل أدنى اختلاف أو تفاوت, بل
حتى الجاحد لا ينكر أثره في النفس, كما ورد من قول الوليد بن المغيرة, إذ وصفه بـ«أن
له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو قول البشر»[235].