1043. شواهد التنزيل عن عليّ بن محمّد بن بشر: كُنتُ عِندَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ‌[1696] جالِساً إذ جاءَ راكِبٌ أناخَ بَعيرَهُ، ثُمَّ أقبَلَ حَتّى‌ دَفَعَ إلَيهِ كِتاباً، فَلَمّا قَرَأَهُ قالَ: ما يُريدُ مِنّا المُهَلَّبُ؟! فَوَاللَّهِ، ما عِندَنا اليَومَ مِن دُنيا، ولا لَنا مِن سُلطانٍ.

فَقالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِداكَ، إنَّهُ مَن أرادَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ فَهُوَ عِندَكُم أهلَ البَيتِ. قالَ: ما شاءَ اللَّهُ، أما إنَّهُ مَن أحَبَّنا فِي اللَّهِ نَفَعَهُ اللَّهُ بِحُبِّنا، ومَن أحَبَّنا لِغَيرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقضي فِي الامورِ مايَشاءُ. إنَّما حُبُّنا أهلَ البَيتِ شَي‌ءٌ يَكتُبُهُ اللَّهُ في قَلبِ العَبدِ، فَمَن كَتَبَهُ اللَّهُ في قَلبِهِ لَم يَستَطِع أحَدٌ أن يَمحُوَهُ، أما سَمِعتَ اللَّهَ يَقولُ: «أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ»[1697]، فَحُبُّنا أهلَ البَيتِ مِن أصلِ الإِيمانِ.[1698]

2/ 5 أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ يَومَ القِيامَةِ

1044. رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أوَّلُ ما يُسأَلُ عَنهُ العَبدُ حُبُّنا أهلَ البَيتِ.[1699]

1045. عنه صلى الله عليه و آله: لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ يَومَ القِيامَةِ حَتّى‌ يُسأَلَ عَن أربَعٍ: عَن عُمُرِهِ فيما أفناهُ، وعَن شَبابِهِ فيما أبلاهُ، وعَن مالِهِ مِن أينَ كَسَبَهُ، وفيما أنفَقَهُ، وعَن حُبِّنا أهلَ البَيتِ.[1700]

[1696]. محمّد بن عليّ بن أبي طالب( ابن الحنفيّة).

[1697]. المجادلة: 22.

[1698]. شواهد التنزيل: ج 2 ص 330 ح 971؛ تأويل الآيات الظاهرة: ج 2 ص 676 ح 8 نحوه وفيه ذيله من« إنّما حبّنا»، بحار الأنوار: ج 23 ص 366 ح 31.

[1699]. عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2 ص 62 ح 258 عن الحسن بن عبداللَّه الرازيّ التميميّ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 7 ص 260 ح 8.

[1700]. الخصال: ص 253 ح 125 عن إسحاق بن موسى بن جعفر عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام، الأمالي للطوسي: ص 593 ح 1227 عن أبي بريدة الأسلميّ، تحف العقول: ص 56 كلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج 7 ص 258 ح 1؛ المعجم الكبير: ج 11 ص 84 ح 11177، تفسير الثعلبي: ج 10 ص 208 نحوه وكلاهما عن ابن عبّاس، كنز العمّال: ج 14 ص 379 ح 39013.