responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اهل بيت« عليهم السلام» در قرآن و حديث المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 648

قاعِداً يَأكُلُ خُبزاً، فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلَيهِ وجَلَسَ عِندَ نَخلَةٍ مُستَتِراً لا يَراهُ، فَكانَ يَرفَعُ الرَّغيفَ فَيَرمي بِنِصفِهِ إلَى الكَلبِ ويَأكُلُ نِصفَهُ الآخَرَ. فَتَعَجَّبَ الحُسَينُ عليه السلام مِن فِعلِ الغُلامِ، فَلَمّا فَرَغَ مِن أكلِهِ قالَ: الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمينَ، اللَّهُمَّ اغفِر لي، وَاغفِر لِسَيِّدي، وبارِك لَهُ كَما بارَكتَ عَلى‌ أبَوَيهِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.

فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام وقالَ: يا صافي! فَقامَ الغُلامُ فَزِعاً وقالَ: يا سَيِّدي وسَيِّدَ المُؤمِنينَ، إنّي ما رَأَيتُكَ، فَاعفُ عَنّي.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: اجعَلني في حِلٍّ يا صافي، لِأَنّي دَخَلتُ بُستانَكَ بِغَيرِ إذنِكَ.

فَقالَ صافي: بِفَضلِكَ يا سَيِّدي وكَرَمِكَ وسُؤدُدِكَ تَقولُ هذا.

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: رَأَيتُكَ تَرمي بِنِصفِ الرَّغيفِ لِلكَلبِ وتَأكُلُ النِّصفَ الآخَرَ، فَما مَعنى‌ ذلِكَ؟ فَقالَ الغُلامُ: إنَّ هذَا الكَلبَ يَنظُرُ إلَيَّ حينَ آكُلُ، فَأَستَحي مِنهُ يا سَيِّدي لِنَظَرِهِ إلَيَّ، وهذا كَلبُكَ يَحرُسُ بُستانَكَ مِنَ الأَعداءِ، فَأَنَا عَبدُكَ، وهذا كَلبُكَ، فَأَكَلنا رِزقَكَ مَعاً.

فَبَكَى الحُسَينُ وقالَ: أنتَ عَتيقٌ للَّهِ، وقَد وَهَبتُ لَكَ ألفَي دينارٍ بِطيبَةٍ مِن قَلبي.

فَقالَ الغُلامُ: إن أعتَقتَني فَأَنَا اريدُ القِيامَ بِبُستانِكَ.

فَقالَ الحُسَينُ: إنَّ الرَّجُلَ إذا تَكَلَّمَ بِكَلامٍ فَيَنبَغي أن يُصَدِّقَهُ بِالفِعلِ، فَأَنَا قَد قُلتُ:

دَخَلتُ بُستانَكَ بِغَيرِ إذنِكَ، فَصَدَّقتُ قَولي، ووَهَبتُ البُستانَ وما فيهِ لَكَ، غَيرَ أنَّ أصحابي هؤُلاءِ جاؤوا لِأكلِ الِّثمارِ وَالرُّطَبِ فَاجعَلهُم أضيافاً لَكَ وأكرِمهُم مِن أجلي، أكرَمَكَ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ وبارَك لَكَ في حُسنِ خُلقِكَ وأدَبِكَ.

فَقالَ الغُلامُ: إن وَهَبتَ لي بُستانَكَ فَأَنَا قَد سَبَّلتُهُ لِأَصحابِكَ وشيعَتِكَ.

اسم الکتاب : اهل بيت« عليهم السلام» در قرآن و حديث المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 648
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست