responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 77

بمعزل عن رقابة النظام, وقد تقدم أن أشرنا إلى أن الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام أسهما بشكل فعال في إعداد وتهيئة الذهنية الشعبية للتعاطي مع فترة الغيبة وأن لا يكون هناك أي خلل في العلاقة المتبادلة بين الإمام وبين شيعته بسبب غيبته, فضلاً عن انسيابية معطيات القيادة المعصومة في إدارة شؤون الأمّة وتوجيهها, وهذا الإجراء المنسجم مع ظروف الغيبة والمطاردة للإمام من قبل النظام أوجد متسعاً رحباً تتحرك فيه القضية المهدوية دون أي خلل أو انقطاع, كما أنّه أوجد متنفاً لشيعة الإمام في الإبقاء على علاقاتهم بالقيادة الربانية من خلال شبكة السفراء والوكلاء الذين ينفذون تعاليم الإمام عليه السلام بكل دقة وأمانة كما أننا لا يمكن أن نقف على دواعي اختيار الإمام عليه السلام للسفارة لهذه الشخصية دون غيرها, ولا نعلم خصوصيات هذه الشخصيات التي وقع عليها الاختبار, إلاّ أننا يجب التسليم لأم الإمام عليه السلام في تعيين هذا السفير دون غيره, فاختياره هو اختيار إلهي لا يحيد عنه أبداً, وإذا كانت السفارة هي اصطفاء إلهي بواسطة الإمام عليه السلام فلا علينا إلاّ التسليم والامتثال.. نعم يمكن أن نتلمس من خلال شخصيات السفراء الأربعة حالة التقوى التي عرفت به شخصية السفير فضلاً عن صموده في كتمان السفر وعدم إباحته تحت أي ظروف قاهرة كانت, حتى أنّ بعضهم يشيد بصمود الحسين بن روح لمعرفته به فيقول بما معناه «لو قرض بالمقاريض على أن يكشف ذيله عن الحجة لما فعل», وهو دلالة عن قوة ثبات السفير وشدة تحمله في كتمان السر.

هل العلم ملاك الاختيار؟

على أننا يجب أنْ ننوه إلى أنّ العلم الذي يتوفر عليه السفير ليس هو ملاكاً للاختيار, فلربما كان في وقت السفراء من هم أعلم منهم, اذ العلم لا يشير إلى تفضيل الشخص على غيره في اجتبائه لمنصب السفارة, وذلك لأنّ مهمة السفارة لا تعتمد على

اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست