responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 73

عليهم غلام خماسي أو سداسي - أي عمره خمس إلى ست سنوات- من إحدى الغرف وجذب رداء جعفر قائلاً: تنح يا عم فأنا أولى بالصلاة على جنازة أبي, وتقدم الإمام المهدي عليه السلام للصلاة وائتم الحاضرون جميعاً بصلاته، ومنهم الوزير العباسي أخو الخليفة المعتمد دون أن يجرؤ أحدهم أن يفعل شيئا يمس الإمام بسوء أو يمسك الإمام الذي طال على النظام انتظاره ومراقبته للقضاء عليه, إلاّ أنّ الصلاة تمت بكل دقائقها والإمام المهدي عليه السلام يغادر الجمع داخلاً من حيث خرج, ويُصاب جعفر بخيبة أمل قضت على كل أحلامه في خلافة أخيه, ولا يملك سوى القول: والله لا أعلم إنّ لأخي ولداً, وبالفعل فهو لم يكن أهلاً لان يودعه الإمام العسكري عليه السلام سراً إلهياً لا يؤتمن عليه, إلاً أنّ ذلك لم يمنع جعفر من التصدي لاستقبال الوفود المعزية بشهادة أخيه طالباً منها المبايعة له بالإمامة إلاّ أنّ ذلك لم ينطلِ على شيعة الإمام بعد أنْ طالبوه بجوابات الكتب وبالهميان بوصية من الإمام العسكري عليه السلام حيث قال لأبي الأديان - بعد أن أرسله إلى أهل المدائن برسائل-: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي ثم زاد عليه: من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي, إلاّ أنّ ذلك لا يهتدي إليه جعفر بعد أن اتهم من يطالبه بذلك بأنه يدعي على أخيه الحسن ما لم يقله وأنّه يريد منهم أن يعلموا الغيب, وهو أمر أظهر به كذب دعوى جعفر، وفي الوقت نفسه أوقف الناس على القائم من بعد الإمام العسكري حيث طالبهم بجوابات الكتب وأخبرهم ما في الهميان, وبذلك اُحبطت محاولات جعفر والنظام معاً وأظهر الله حجته البالغة.

من هو جعفر ابن الإمام الهادي؟!

لا علاقة بالنسب في تزكية الأفراد, فلم تنفع أبوة نوح لولده الضال حينما امتنع عن اللحوق بسفينة أبيه الذي أمره الله باتباعه، وكثير من أولئك الذين لم يمنعهم الارتباط النسبي في ان يحيدوا عن الحق ويتخذون غير سبيل المهتدين, وذلك أمّا لحسدهم

اسم الکتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية المؤلف : الحلو، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست