اسم الکتاب : المحبة في الكتاب و السنة المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 382
محلّ العداوة، ولذاقت الإنسانيّة حلاوة المحبّة و طعمها.
مبدأ
المحبّة
إنّ
العلاج الأمثل لداء الانانيّة هو محبّة اللَّه[1747]،
وما دام الإنسان بعيداً عن سبيل اللَّه، لا يتسنّى له الانعتاق من ربق ذاته،
وطالما بقي مقيّداً في أغلال ذاته، لا يمكنه أن يحبّ غيره حبّاً حقيقيّاً، ولهذا
جاء في الحديث القدسي: «يابن آدم! كلٌّ يريدك لأجله، و أنا اريدك لأجلك»[1748].
فكلّ من يدّعي محبتك أيّها الإنسان إنّما يريدك في الحقيقة لسدّ حاجاته وضمان
مصلحته الذاتية، وإنّ اللَّه الغنيّ وحده هو الذي يريد الإنسان من أجل الإنسان
نفسه، وليس من أجل شيء آخر.
واستناداً
إلى ما سلف قوله تتحدّد محبّة الإنسان للآخرين بمدى خلوّه من محبّة ذاته،
وامتلائه بمحبّة اللَّه، وهكذا ينكشف لنا السرّ الكامن وراء تأكيد الإسلام مبدأ
الحبّ في اللَّه، ويتّضح أنّ الذين يحبّون الناس حبّاً حقيقيّاً ويحرصون على مصالح
أبناء الشعب هم الذين يحبّونهم للَّهوفي اللَّه، ولم يكن فشل الماركسيّة في شعار
حماية مصالح أبناء الشعب إلّالأنّ الحرص على مصلحة أبناء الشعب لا يتحقّق بدون
التوجّه إلى الخالق، فالذي لا يحبّ الشعب للَّه، ولا يحرص على مصلحته في سبيل اللَّه،
لا يمكن أن يتنكّر لذاته ولا يأخذ مصالحه الشخصيّة بنظر الاعتبار.
والمحبّة
القائمة على أساس المصلحة الشخصيّة هي في الواقع ليست محبّة للآخر، بل هي نوع من
الأنانيّة ولكن بثوب محبّة الآخرين، ولهذا السبب يبقى وجودها واستمرارها رهناً
بالمصلحة؛ فحيثما شعر أنّ المحبوب غير قادر على تلبية إرادة المحِبّ ومصلحتهِ،
زالت تلك المحبّة، وكثيراً ما تتحوّل المحبّة إلى عداء. و هذا هو