اسم الکتاب : المحبة في الكتاب و السنة المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 237
إنّ الاجتناب عن مطلق حبّ الدنيا هو أسمى مراتب التقوى، وإذا ناله
الإنسان نال كيمياء المحبّة، وبلغ أرفع درجات النعيم المعنوي، وعن هذا الصنف من
المتّقين قال الإمام محمّد الباقر عليه السلام:
لحبّ
الدنيا جذور منبثقة من أمراض القلب، و القلب السليم خالٍ من حبّ الدنيا. قال
الإمام الصادق عليه السلام في بيانه لمعنى الآية الكريمة
«إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»[1104]:
وهنا
يأتي سؤال آخر عن جذور أمراض القلب التي توقع الإنسان في حبّ الدنيا.
والجواب
هو أنّ جذور أمراض القلب ومصدر كلّ الرذائل الأخلاقيّة يكمن في الأنانيّة؛ ولهذا
فليس هنالك من سبيل لاجتثاث حبّ الدنيا من جذوره إلّامن خلال مكافحة خصلة
الأنانيّة، ولقد خاطب الإمام الخميني رحمه الله ولده قائلًا في هذا المعنى:
«اوصيك
يابنيّ بالانعتاق من قيود الأنانيّة والعجب؛ فهما إرث الشيطان، وبهما عصى أمر
اللَّه حين أمره بالسجود لوليّه وصفيّه، واعلم أنّ كلّ مصائب بني آدم ناتجة عن هذا
الإرث الشيطاني، وهو أصل اصول الفتنة، ولعلّ الآية الشريفة:
«وَ
قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»[1106]
تشير في بعض مراحلها إلى الجهاد الأكبر ومحاربة أصل الفتنة وهو الشيطان الأكبر
وجنودهُ المتوغّلون في