فَلَمَّا انصَرَفَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام انصَرَفَ مَعَهُ الرَّجُلُ، فَلَمَّا انتَهى‌ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام إلى‌ بابِ دارِهِ دَخَلَ وتَرَكَ الرَّجُلَ، فَقالَ لَهُ ابنُهُ إسماعيلُ: يا أبَة، ألا كُنتَ عَرَضتَ عَلَيهِ الدُّخولَ؟

فَقالَ: لَم يَكُن مِن شَأني إدخالُهُ. قالَ: فَهُوَ لَم يَكُن يَدخُلُ! قالَ: يا بُنَيَّ، أكرَهُ أن يَكتُبَنِي اللَّهُ عَرّاضاً.[183]

3/ 5 استِخدامُ الضَّيفِ‌

144. رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: سَخافَةٌ[184] بِالمَرءِ أن يَستَخدِمَ ضَيفَهُ.[185]

145. الكافي عن ابن أبي يعفور: رَأَيتُ عِندَ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ضَيفاً، فَقامَ يَوماً في بَعضِ الحَوائِجِ فَنَهاهُ عَن ذلِكَ، وقامَ بِنَفسِهِ إلى‌ تِلكَ الحاجَةِ.

وقالَ عليه السلام: نَهى‌ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله عَن أن يُستَخدَمَ الضَّيفُ.[186]

146. الكافي عن عبيد بن أبي عبد اللَّه البغداديّ عمّن أخبره: نَزَلَ بِأَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام ضَيفٌ، وكانَ جالِساً عِندَهُ يُحَدِّثُهُ في بَعضِ اللَّيلِ فَتَغَيَّرَ السِّراجُ، فَمَدَّ الرَّجُلُ يَدَهُ لِيُصلِحَهُ، فَزَبَرَهُ‌[187] أبُو الحَسَنِ عليه السلام، ثُمَّ بادَرَهَ بِنَفسِهِ فَأَصلَحَهُ.

ثُمَّ قالَ لَهُ: إنّا قَومٌ لا نَستَخدِمُ أضيافَنا.[188]

[183]. المحاسن: ج 2 ص 190 ح 1549، بحارالأنوار: ج 75 ص 457 ح 3.

[184]. هي من السُّخفِ؛ وهي خفَّة العقل وغيره( النهاية: ج 2 ص 350« سخف»).

[185]. الفردوس: ج 2 ص 333 ح 3502 عن ابن عبّاس، كنزالعمّال: ج 9 ص 248 ح 25872.

[186]. الكافي: ج 6 ص 283 ح 1، بحارالأنوار: ج 47 ص 41 ح 49.

[187]. زَبَرَهُ: زَجَرَهُ ونَهَرَهُ( المصباح المنير: ص 250« زبر»).

[188]. الكافي: ج 6 ص 283 ح 2، بحارالأنوار: ج 49 ص 102 ح 20.