responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 237

الناس بالقوة والسلطة ولم يستثنِ أحداً من أشراف العرب أو من وضعائها من الذميين أو الموالي؛ وكان يعذبهم على أخذ الخراج ويسجنهم لدفع الضرائب؛ يدل على ذلك قول يزيد بن المهلب حين أراد سليمان بن عبد الملك أن يوليه العراق وخراجها فقال: «إنّ العراق قد أخرجها الحجاج، وأنا اليوم رجل العراق، ومتى قدمتها وأخذت الناس بالخراج وعذبتهم على ذلك، صرت مثل الحجاج وأعدت عليهم السجون وما عافاهم الله منه، ومتى لم آت سليمان ــ بن عبد الملك بن مروان ــ بمثل ما كان الحجاج أتى به لم يقبل مني»[344] فامتنع عن تولي امارة العراق.

ثالثاً: فرار المسلمين من القرى الزراعية إلى المدن بسبب الضرائب وعجزهم عن دفعها

تشير إحدى النصوص التاريخية إلى هجرة الموالين من الفرس بعد إسلامهم من أرض السواد، أي الأراضي الزراعية وانتقالهم إلى المدن الإسلامية الأخرى.

فقد روى الطبري عن أبي شوذب «أن عمال الحجاج كتبوا إليه: إن الخراج قد انكسر وان أهل الذمة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار»[345].

وتكشف هذه الرواية عن سوء أحوال الزراعة في العراق، بسبب ما تفرضه الدولة من ضرائب على الفلاحين، مما أدى إلى عجزهم عن تسديد هذه الضرائب وما يخلفها من تعذيب وسجن، ففضلوا الهروب إلى المدن فانخفضت بذلك الأموال التي كانت تجبى من أرض العراق.


[344] الكامل في التاريخ لابن أثير: ج5، ص23. وفيات الأعيان لابن خلكان: ج6، ص296.

[345] تاريخ الطبري: ج5، ص182. الكافي في التاريخ لابن أثير: ج4، ص365.

اسم الکتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست