والثالث: روي عن علي - رضي الله عنه -: أنه
سمع رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقال له علي: أتستغفر للمشركين؟ فقال ذلك
الرجل: قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك, فأتى النبي وأخبره بذلك، فأنزل الله
تعالى هذه الآية: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ...الخ} [130].
والصحيح
أن التحريف والتغيير في الحقائق الحقّة والجليّة أمر
متبع ومعتاد عليه بحسب المصالح والأطماع الدنيوية للذين اشتروا الدنيا بالآخرة,
لاسيما وأن التأريخ كان قد عاش وترعرع في أحضان السياسة الأموية والتي طالما سعت
وأجهدت نفسها وشمّرت عن ساعدها في دفن وإطفاء النور الإلهي ولكن أبى الله إلا أن
يتمم نوره.