responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 86

تحريف الحقائق

ذكر البعض عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله’ يوماً فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطينا القبور حتى انتهينا إلى قبر منها، فجلس إليه فناجاه طويلاً، ثم ارتفع نحيب رسول الله’ باكياً، فبكينا لبكائه، ثم إن النبي أقبل فلقيه عمر بن الخطاب فقال: ما الذي أبكاك يا رسول الله؟ قال: لقد أبكانا وأفزعنا فأخذ بيد عمر، ثم أومأ إلينا فأتيناه فقال: أفزعكم بكائي؟ فقلنا: نعم، يا رسول الله قال: فإن القبر الذي رأيتموني عنده قبر أمي آمنة بنت وهب، وإني استأذنت ربي في زيارتها، فأذن لي، ثم استأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي، وأنزل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}، وقوله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ} فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرأفة فذلك أبكاني، ألا إني نهيتكم عن ثلاث: عن زيارة القبور، وعن أكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليسعكم، وعن نبيذ الأوعية، فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وأنفقوا منها ما شئتم، فإنما نهيتكم إذا الخير قليل، وتوسعة على الناس، ألا وإن الوعاء لا يحرم شيئاً، كل مسكر حرام [128].

وهذا ما ذهب إليه أغلب المفسرين من الجمهور, في تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...الخ}، وذلك أن النبي’ سأل بعدما افتتح مكة: أي أبويه أحدث به عهداً، قيل له: أمك آمنة بنت وهب بن عبد مناف، قال: حتى أستغفر لها، فقد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فهمّ


[128] موارد الضمآن, الهيثمي, ص73.

اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست