لما أتى على رسول الله’ ست سنين خرجت آمنة بنت وهب زائرة لقبر زوجها عبدالله ومعها عبد المطلب,
وأم أيمن حاضنة رسول الله’، فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها. وقيل توفيت وهو ابن أربعة
أشهر أو أربع سنين أو ست [115].
وهذا كان السبب في دفنها (آمنة بنت وهب) بالأبواء هناك, حيث أنّ عبد الله
والد رسول الله’ كان قد خرج إلى المدينة
يمتار تمراً، فمات بالمدينة، فكانت زوجته آمنة بنت وهب، تخرج في كل عام إلى
المدينة تزور قبره.
ويقال إن أبا طالب زار أخواله بني النجار بالمدينة وحمل معه آمنة أم رسول
الله’، فلما رجع منصرفا إلى
مكة، ماتت آمنة بالأبواء, ولها من العمر ثلاثون سنة[116].
والأبواء: الأخلاط من الناس، قال كثير: إنما سميت الأبواء للوباء الذي بها;
ولا يصح هذا إلا على القلب. وبواديها من نبات الطرفاء ما لا يعرف في واد أكثر منه.
وعلى خمسة أميال منها مسجد للنبي’ [117].
وقيل: هي قرية من أعمال الفرع بين المدينة والجحفة بينها وبين المدينة
ثلاثة وعشرون ميلا؛ وقيل الأبواء جبل على يمين آرة ويمين الطريق للمصعد إلى
[115] مستدركات علم رجال الحديث, الشيخ علي النمازي الشاهرودي, ج 8 ص545.