responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 59

موقف من بسالة عبدالله

أقام اليهود أياماً يريدون الحيلة في اغتيال والد النبي’ (عبدالله) فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً، وكان عبد الله مغرماً بالصيد، وكان إذا خرج إلى الصيد لا يرجع إلا ليلاً، وكان يخرج مع أبيه فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً حتى خرج ذات يوم وحده فخرجوا وراءه من حيث لا يشعر بهم أحد، فقال لهم هيوبا: ما انتظاركم وقد خرج الذي تطلبونه؟ فقالوا له: إنا نخاف من فتيان مكة وفرسان بني هاشم وهم لا يطاقون وقد ذلت لهم العمالقة وغيرهم، ونخشى أن يشعروا بنا، فلما سمع هيوبا مقالتهم قال: خاب سعيكم، فإذا كنتم هكذا فما الذي أتى بكم إلى هاهنا؟ فلابد من قتل هذا الغلام، ولو طال عليكم المقام، ولم تجدوا يوماً مثل هذا اليوم، فإذا قتلناه وخفتم التهمة به فعلي ديته، وكانوا قد بعثوا عبداً من عبيدهم ينظر إلى أين يتوجه عبد الله، فرجع العبد وأخبرهم أنه قد غاب بين الجبال والشعاب، وقد خرج من العمران، وليس عنده إنسان، فعزم القوم على ما أملوه، وجعلوا نصفاً عند الأمتعة، والنصف الآخر أخذوا السيوف تحت ثيابهم وخرجوا قاصدين عبد الله والعبد أمامهم حتى أوقفهم عليه، وكان عبد الله قد صاد حمار وحش وهو يسلخه فنظر إلى القوم وقد أقبلوا عليه، فقال لهم هيوبا: هذا صاحبكم الذي خرجتم من أوطانكم في طلبه، فما أحس عبد الله إلا وقد أحاطوا به، وكانوا قد افترقوا فرقتين، وقالوا للذين خلفوهم عند متاعهم: إذا دعوناكم أجيبونا مسرعين، فلما أشرفوا على عبد الله وقد سدوا الطرقات، وزعموا أنهم قد حكموا عليه، فرفع عبد الله رأسه إلى السماء، ودعا الله تعالى وأقبل إليهم وقال: يا قوم ما شأنكم؟

اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست