لأبيها بهذه النعمة المحمودة والمكرمة المسعودة، وكان الناس رجالاً ونساءً
يدعون النبي بها، وينسبونه إليها كما فعل الجارود ابن المنذر النصراني في عام
الحديبية حينما أسلم، وكان عالماً بالطب والفلسفة والكتب السماوية ; قال في قصيدة:
أتيتك يا بن آمنة الرسولا
***
***
لكي بك أهتدي النهج السبيلا
ولم تكن هذه النسبة إهانة، بل كانت
على سبيل التفخيم والجلالة.
طهارتها وإيمانها بالله
ما تجد في سيرة آمنة بنت وهب عند أدنى متابعة إلا
الكرامات والمعاجز, وذوبانها في الله وشدة توحيدها, وهذا ديدن الأسرة الهاشمية حسب
سلسلة طهارة وتوحيد آباء النبي الخاتم’ (هذا مع غض
النظر من أنها وعاء وحاضنة النبوة والذي هو بحد ذاته دليل قاطع على طهارتها ومدى
إيمانها), وقد كشف عن مدى إيمانها وطهارتها النبي’ والمعصومون*, فقد فاضت الأدلة
على ألسنة العلماء والمحدثين لدى الفريقين, فمن ذلك: ما رواه الثعلبي والواحدي
وابن بطة، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ
فِي السَّاجِدِينَ} يعني ندبرك من أصلاب الموحدين من موحد
إلى موحد حتى أخرجك في هذه الأمة، وما زال رسول الله’،
يتقلب في أصلاب الأنبياء والصالحين حتى ولدته أمه [75].