راعى الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين: الجانب الوراثي الذي انحدرت
منه المرأة، والجانب الاجتماعي الذي عاشته. ولهذين الجانبين دور كبير في انعكاسه
على سلوكها وسيرتها، كما كشف ذلك رسول الله’ حيث قال: اختاروا لنطفكم فان الخال
أحد الضجيعين[39].
فالرسول الأكرم يؤكد على اختيار الزوجة من الأسر التي تحمل الصفات النبيلة،
لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده، وكانت سيرته قائمة
على هذا الأساس، فاختار خديجة فأنجبت له أفضل النساء فاطمة (س) ، وتبعه في السيرة هذه
أهل البيت* فاختاروا زوجاتهم من الأسر الكريمة, أو التي حظيت برعاية وتربية إلهية
كما سيأتي. وإلى جانب الانتقاء على أسس الوراثة، أكد الإسلام على انتقاء الزوجة من
المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك، وفي نفس الوقت حذر من
المحيط غير الصالح الذي تعيشه، فحذر من الزواج من الحسناء المترعرعة في منبت السوء
فقال’: إياكم وخضراء الدمن[40] قيل: يا رسول الله وما
خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء[41].
وغيرها من الروايات الكثيرة في هذا المجالوأكدت هذه الروايات على