responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 283

والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل ولا تعلم أحداً، وأستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة [509].

الوداع الأخير

بعدما انتهت مراسم الدفن بسرعة خوفاً من انكشاف أمرهم، ونفض الإمام يده من تراب القبر هاج به الحزن لفقد بضعة الرسول التي تذكر به، وزوجته الودود التي عاشت معه الصفا والطهارة والتضحية، وتحملت من أجله الأهوال والصعاب, فأرسل دموعه على خديه، وحَوَّلَ وجهه إلى قبر رسول الله’ فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك، والبائنة في الثرى ببقعتك، المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قَلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك، والحزن الذي حل بي لفراقك، موضع التعزي، ولقد وسدتك في ملحودة قبرك، بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمضتك بيدي وتوليت أمرك بنفسي. نعم، وفي كتاب الله أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء، يا رسول الله. أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج، سرعان ما فرق الله (بيننا)، وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك علي، وعلى هضمها حقها، فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من عليل معتلج بصدرها، لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول، ويحكم الله وهو خير الحاكمين. سلام عليك يا رسول الله، سلام


[509] الأنوار البهية, الشيخ عباس القمي, ص61.

اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست