responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 25

الأرحام الطاهرة

بالرغم من أن الأب والأم كليهما يشتركان في صنع الخلية الأولى للطفل ويتساوى دورهما فيه (ولهذا نجد أن الأطفال يكتسبون بعض صفاتهم من آبائهم وبعضها من اُمَّهاتهم) لكن الرحم هو الذي يصنع الطفل ويخرج تلك الذرة الصغيرة بصورة إنسان كامل. وإن جميع الاستعدادات التي كانت كامنة في تلك الخلية الأولية تظهر إلى عالم الفعلية في رحم الأم كما تقدم. إذن فالمقدرات التفصيلية للطفل من الصلاح والفساد، والجمال والقبح، والنواقص والكمالات الظاهرية والباطنية كلها تخطط في الرحم, فهناك مئات التفاعلات والتأثيرات الاختيارية والاتفاقية تمرُّ في طريق أصلاب الآباء وأرحام الاُمَّهات، وتؤثر في الأطفال بصورة خفية حيث تظهر نتائجها جميعا في الرحم, والرحم هو آخر مراحل التأثيرات المختلفة الطارئة على تكوين الطفل، وعند عبوره هذه المرحلة يبدأ الحياة على الأرض.

إذن فالسعادة والشقاء التكوينيّان للإنسان يجب البحث عنهما في آخر المراحل وهو رحم الأم, ولهذا نجد الرسول الأعظم والأئمة الطاهرين* (بالرغم من عنايتهم الشديدة بالتأثير المشترك لأصلاب الآباء وأرحام الاُمَّهات حول سعادة الطفل وشقائه) يوجهون جل اهتمامهم إلى رحم الأم فيقولون: «السعيد سعيد في بطن أمه، والشقي شقي في بطن أمه» [33].

ولهذا السبب اعتبرت الروايات رحم الأم هو الملاك في السعادة والشقاء،


[33] شرح أصول الكافي, صالح المازندراني, ج1 ص232.

اسم الکتاب : اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام المؤلف : الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست