كما أنّ لفاطمة (س) النصيب الأوفر من الرعاية الإلهية قبل مجيئها الى عالم
الدنيا حسب ما أخبر عنه لسان الغيب مراراً وتكراراً, كذلك عاشت (س) في الدنيا برعاية
الله وأمره ولم يترك موقف من مواقفها إلا وكللته القدرة بالقدسية والإحسان, ومن
جملة ذلك زواجها الميمون من علي بن أبي طالب علیه السلام , حيث تم أولاً بأمر من الله وقد أقيم
لها حفل زفاف في السماء قبل الأرض, كما تشير إلى ذلك عدة روايات, منها: عن علي رضي
الله عنه قال: قال رسول الله’: أتاني ملك فقال يا محمد إنّ الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك إنّي
قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض
[418].
وعن أنس رضي الله عنه قال بينما رسول الله’ في المسجد إذ قال لعليٍّ هذا
جبريل يخبرني أن الله زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك وأوحى إلى شجرة
طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليه الحور
العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة [419].
وأيضاً عن عمر بن الخطاب، أنه ذكر علياً، فقال صهر رسول الله’ نزل جبرائيل على النبي’ فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن
تزوج فاطمة من علي[420].
[418]
ذخائر العقبى, أحمد بن عبد الله الطبري, ص 31.
[419] ذخائر العقبى, أحمد بن عبد الله الطبري, ص 31.
[420]
شرح الأخبار,
القاضي النعمان المغربي, ج 3 - ص 28.