وقد خطب أبو طالب في نكاح فاطمة بنت أسد حيث قال: الحمد
لله رب العالمين رب العرش العظيم والمقام الكريم والمشعر والحطيم الذي اصطفانا أعلاماً
وسدنة وعرفاء وخلصاء وحجيته بهاليل أطهار من الخنا والريب والأذى والعيب وأقام لنا
المشاعر وفضلنا على العشائر نخب آل إبراهيم وصفوته وزرع إسماعيل. وفي كلام له قال:
وقد تزوجت بنت أسد وسقت المهر ونفذت الأمر فاسألوه واشهدوا، فقال أسد: زوجناك
ورضينا بك، ثم أطعم الناس فقال أمية بن الصلت:
اغمرنا عرس أبي طالب
***
***
وكان عرساً لبن الحالب
اقرأؤه البدو بأقطاره
***
***
من راجل خف ومن راكب [210]
مشهد من إيمان أبي طالب
من الهوان أن يُشكك في إيمان رائد المسيرة الإسلامية
والقاعدة الكبرى لانطلاق الإسلام واستحكامه والممهد له والركن القويم, حتى يأتي
الداني الذي تشرّب هو وأسلافه في محض الشرك وعبادة الأصنام وتناول النجاسات أن
ينال من العالي وينكر وينفي إيمان من هو محل الإيمان, وهذا إن يعبر عن شيء فهو يعبر
عن مدى الانتكاسة التي مرّ بها العالم الإسلامي, والازدواجية القصوى في المعايير,
فلم يكن إيمان أبي طالب بل العائلة الهاشمية والعدنانية إلا مصدراً للإيمان وللإسلام
والممهدين لخاتمية الرسالة, إلا من شذ كأبي لهب, لذلك نجد سيرتهم لاسيما أبي طالب علیه السلام
حافلة بالتلبسات العبادية والتضحيات الإيمانية والتنبؤات اليقينية, ويكفي ذلك
إعجازاً أنّه أرضع النبي, كما ورد عن أبي بصير، عن أبي عبد