يبق ثمة أية شبهة في تأثير عامل الوراثة
في تكوين شخصية الإنسان، وفي خصاله ومزاياه.
محاولة فاشلة
ذكر ابن أبي الحديد احتمالاً لإثبات خيالات أبناء جنسه، فقال: إذا تعارض
الجرح والتعديل، فالترجيح لجانب الجرح; لأن الجارح قد اطلع على زيادة لم يطلع
عليها المعدل ولا شهادة على النفي [167].
والجواب
أولا: إننا نقول إنّ أخبارنا وصلت حد الاستفاضة،
وما تروونه من أن أبا طالب قال عند موته: «أنا على دين الأشياخ» فالمقصود من
الأشياخ آباؤه الكرام وأجداده العظام، وعلى هذا فلا تعارض بين الدليلين لتصل
النوبة إلى الجرح والتعديل وتقديم الجارح على المعدل.
وثانياً: من البديهي عدم إمكان إثبات كفر
والدي الرسول وأبي طالب من ظاهر قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
لأَبِيهِ آَزَرَ} لأن آزر كان عمه ولم يكن أباه الواقع في عمود النسب النبوي،
وإطلاق الأب على العم لغة مستعملة عند العرب إلى يومنا هذا، كما أنهم يطلقون الأم
على الخالة.
وثالثا: إن ابن أبي الحديد نفسه قال أنه سأل
شيخه النقيب يحيى بن أبي زيد فقال: قد نقل الناس كافة عن رسول الله’ أنه قال: نقلنا من الأصلاب الطاهرة
إلى الأرحام الزكية، فوجب بهذا أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك، لأنهم لو
كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرين[168].
خلاصة الأدلة على إيمان آباء النبي’
أولاً: هناك روايات كثيرة تدل على إيمان
آبائه’، بالإضافة إلى إجماع