responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الارتداد في الشريعة الإسلامية المؤلف : سماك، غازى عبد الحسن    الجزء : 1  صفحة : 64

وفيما يلي نستعرض جملة من الآيات القرآنية المباركة التي استفاد منها فقهاء الفريقين وتناولوها بالبحث في معرض كلامهم عن الارتداد في متونهم الفقهية.

المورد الأول: الارتداد عن الدين:

قوله تعالى: (وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [1].

تشير هذه الآية الكريمة إلى مشركي أهل مكة الذين يقاتلون معشر المسلمين حتى يصرفوهم عن دين الإسلام ويلجؤوهم إلى الارتداد، وفي الآية المباركة تحذير عن الارتداد وبيان استحقاق العذاب عليه، بحيث أنَّ من مات على ارتدَّاده وكفره فهو ممن حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة.

ومعنى حبط الأعمال أي إنها صارت بمنزلة ما لم يكن، لإيقاعهم إياها على خلاف التوجه المأمور به، لأن إحباط العمل وإبطاله، عبارة عن وقوعه على خلاف الوجه الذي يستحق عليه الثواب. وليس المراد أنهم استحقوا على أعمالهم الثواب، ثمَّ انحبط، لأنَّه قد دلّ الدليل على أنَّ الإحباط على هذا الوجه لا يجوز [2].

وأشار الآلوسي في معرض تفسيره لذيل الآية الكريمة إلى استدلال الشافعي بالآية على أنَّ الردة لا تحبط الأعمال حتى يموت عليها، وذلك بناءاً على أنها لو أحبطت مطلقاً


[1] البقرة: 217.

[2] الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان، ج 2 ص 76.

اسم الکتاب : الارتداد في الشريعة الإسلامية المؤلف : سماك، غازى عبد الحسن    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست