responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 557

الخطبة الأولى‌

الحمد لله العليم الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وهو بكل شي‌ء محيط، وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، ولا مثيل ولا شبيه، متفرد بوحدانيته، متنزه عن مماثلته ومشابهته، وأنّى للمحدود أن يداني من لا حدّ له، وللفقير المضطر أن يقارب الغني المطلق أو يشبهه؟! وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بدّد الظلام، وطارد الضلال، وأشاد الدين، وهدى المؤمنين. اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

عباد الله أوصيكم ونفسي الأمارة بالسوء بتقوى الله، والرغبة في ما رغّب، والحذر ممّا حذّر، وأن يكون لنا من رقابته الشاملة حاجزاً عن معصيته، ومن عقوبته البالغة رادعاً من معاندته، ومن فقرنا المتقع إليه مانعاً من مكابرته، وأن تكون نعمه الغامرة دافعاً لنا للشكر، ومواهبه الكريمة داعياً للذكر.

أما بعد .. فان من الصلات الوثيقة في الإسلام التي لا يرضى بتضييعها، ولا التهاون بحقّها صلة الرحم، وقد عظّمها في مقام الرعاية وأولاها اهتماماً كبيراً، واتخذ منها سبباً متيناً لاحكام العلاقات الاجتماعية بين النّاس على هدى من الله، وفي محبة للخير، وتعاون على البر والتقوى، وتركيز العدل، ومجانبة الظلم.

وهذا تناول سريع للموضوع في بعض خطوطه:-

1) صلة الرحم محل لمواثيق الله‌

(وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ ذِي الْقُرْبى‌) 83 البقرة، كفى أن تكون المسألة عظيمة، وأن تكون بالغة الأهمية، أن تكون موقعاً من مواقع ميثاق الله وعهده الذي اتخذه على طائفة من الناس، من غير خصوصية لهذه الطائفة، وانما

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست