responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 544

الإسلامية وشعوبها- الموقف من الجمعيات‌

الخطبة الأولى‌

الحمد لله الذي لا يبلغ كنه ذاته العليا وأسمائه الحسنى وصف الواصفين ولا نعت الناعتين، تعالى أن تحيط به الممكنات، فكل ممكن محدود، وليس لمحدود أن يحيط بالمطلق الذي تضيق عنه الحدود، وتنقطع دونه النهايات. نشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له. حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. ونشهد ان محمداً عبده ورسوله، لا رسول بعده، ولا تالي لدينه، ولا ناسخ لشريعته. صلى الله عليه وآله وزادهم جميعاً تحيةً وسلاماً.

ألا فاتقوا الله عباد الله، ومن أولى من الله أن يُتًّقَى؟! بل مَن مِن دونه حقيقٌ بذاته أن يُرهب اويُخشى؟! خالق لا خالق معه، رازق لا رازق سواه، مدبّر ليس غيره من مدبر. ناصية الخلائق بيده، ومقادير الأمور في تصرفه.

أما بعد فإن العلاقات الإجتماعية في الإسلام قد خُطط لها أن تمتد وتتسع، لا أن تضيق وتتقلص، وهذا الإمتداد والتوسع في هذه العلاقات ينطلق من رؤية محددة ثابتة للكون والإنسان، وإرادة تشريعية واضحة من ربّ الكون والإنسان والحياة، كما يرتبط بأهداف كبيرة عليا تبلغ ذروتها في مساعدة الإنسان من خلال أجواء الوئام والمحبة والتواصل والتعاون على الخير على تحقيق أكبر درجة من النضج الإنساني، وبلغ أعلى مرتية من الرقي والكمال الذي تطيقه إنسانية على طريق الله، وفي ضوء هداه وتعاليم دينه.

فالإسلام لا يرتك علاقة من علاقات الإنسان بأخيه الإنسان لأي سبب كانت هذه العلاقة من الأسباب الواقعية مما لا يتنافى مع الخلق القويم، والتربية الصالحة، ولا يحط من كرامة الإنسان ولا يهدم إنسانيته، وكانت مما يوظف لصلاحه، وبناء ذاته إلا وعمل على تمتين تلك العلاقة وتقويتها وترشيدها والسمو بها، واتخاذها جسراً لتلك لعلاقات أخرى‌

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 544
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست