responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 512

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أظهر الأشياء من مكنون عدمها، وابرزها من خفائها بما البسها من حلل وجودها، ودل عليها بخلقه لها،، وهو الدال على ذاته بذاته، ولا دلالة للأشياء عليه إلا به، وكيف يكون لما به ظهوره دلالة عليه لو لاه؟!. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا شفاعة لأحد عنده إلا بإذنه، ولا راد لأمره، ولا معقّب لحكمه، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله هدى المؤمنين به إلى سبيله وأنقذهم بمتابعته من نقمته، وجعلها سبباً إلى رحمته. صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.

عباد الله اتقوا الله واخشوا من نقماته واحذروا سخطه، فغضب الله لا تقوم له السماوات والأرض، وتنهد الجبال له هدّا، ويتناثر عقد الكون له تناثرا وياللانسان من عذابٍ قال عنه سبحانه ( (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه، وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤيه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه)) هؤلاء الناس الذين تدفع عنهم في الدنيا بمالك، وتدافع عنهم بيدك، وتبذل نفسك رخيصةً من أجل بقائهم، تود يومذاك أن تضحي بهم كلهم لتنجو .. فكم هو هول العذاب؟! أي عذاب ذاك وأي هولٍ ذاك الذي يجعلك تسترخص كل هذه العلائق وتضحي بمن تضحي له هنا ... وتنسى كل حميم وكل حبيب من اجل أن تنقذ هذه الذات التي أشفقت على ذاتها من العذاب؟!!؟ يتمنى الإنسان يومئذ أن يفتدي نفسه بكل الآخرين ولكن لا افتداء فالأمنية مردودة والمحاولة يائسة، واليد قاصرة، والأبواب عليه مسدودة .. ( (كلا إنها لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر- عن طاعة الله عز وجل في الدنيا- وتولى، وجمع فأوعى)). عباد الله من كان مشفقاً على نفسه من عذاب الآخرة فليدرأه عنها اليوم بعمل الصالحات واجتناب السيئات، و لا يعاند الله معاندة ولا يبارزه مبارزة.

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 512
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست