responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 48

الخطبة الأولى‌

الحمد لله الذي أحاط بكل شي‌ء عددا، وملأت كل شئ قدرته، ولا شئ مهرب من قدره، ولا مفر له من ملكه، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك مهربُ من قدره، ولا مفر له من ملكه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُقصد ولا يقصد، ويرزق ولا يرزق، كل الأشياء مفتقرة إليه، قائمة به، مستجيبة إليه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أدّى الأمانة ووفى حق الرسالة صلى الله عليه واله وسلم وضاعف له ولهم الجزاء، وزاد إكرامهم إكراماً وإنعامه عليهم إنعاماً.

اللهم أنا نستغفرك ونتوب إليك ونعود بك من الوهن في الطاعة، والرغبة في المعصية ومن سو المصير، وخسارة الآخرة، وأن تكون أعمارنا وصلتنا إلى النار.

أيها المؤمنون والمؤمنات ألا إن للدنيا شأناً، وللآخرة عظيم شأن. وإن شأن الدنيا إذا قوبل بما للآخرة من شأن لهو قليل وحقير وتافه. ذلك لأن جليل نعمها بازاء نعيم الآخرة ضئيل، وخطير محنها قياساً لأهوال الآخرة يسير، وأن لذتها منقطعة، وعذابها إنما يمتد إلى حين، وفي الآخرة لذائذُ دائمة، وعذابٌ مقيم.

ولكنّ النظرة إلى الدُّنيا بما هي مزرعة للآخرة، وجسرٌ لشقائها الذي يبقى، وسعادتها التي تدوم تعطيها قيمة عظيمة ما للآخرة من شأن، ومنزلة جليلة من سنخ ما للآخرة من وزن. وأن اللحظة الواحدة من هذه الحياة بهذا المنظار، لتكبر الدنيا الفانية وما فيها، إذ يمكن لعبد من عبيد الله يستوفيها طاعة مخلصة لوجه ربه الكريم، أن يتخذ منها معبراً لسعادة الأبد، هي لحظة واحدة، ونعيم الخالدين. كما أنه لعبد أخر، يستوفيها معصية لجبّار السماوات والأرض أن يهوي بها إلى أسفل سافلين ويخلد بها في قعر جهنم في الشقاء الأليم. فالدنيا على هذا وعلى ذاك كبيرة خطير شأنها بمنظار، صغيرة حقير وزنها بمنظار آخر. وإنك لا تفقد أن تجد من طلاب الدنيا كثيراً ممن صرعتهم شهواتها فصاروا لا

اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست