الحمد لله. نحمده على آلائه وتظاهر
نعمائه حمدا يزن عظمة جلاله، ويملأ قدر آلائه وكبريائه، ويبلغ بنا إلى رضاه، ويشفع
لنا برحمته عنده. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قاهر كل قاهر، جبار
الجبابرة، لا راد لقضائه، ولامغير لقدره، ولامناهض لإرادته، يفعل ما يشاء وهو
العزيز الحكيم. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ما بدّل وما غيّر، وما نكص وما تراجع،
وما قدّم وما أخّر،، فكان القرآن دليله، والوحي معلّمه وهاديه، ورضى الله غايته
ومبتغاه، صلّى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله
الذي لاربّ لأحد من دونه، ولا نعمة بيد إلا من عنده، ولادافع لما قدّر، ولا مانع
لما أراد. إن تتقوا الله تتحصنوا من الشيطان، وتنجوا من عذاب الحريق، وتفتحوا على
أنفسكم أبواب الخير للدنيا والآخرة" ومن يتقّ الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من
حيث لا يحتسب"، (وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ
يُسْراً) ...."