أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، برأ الخلائق بقدرته، وأحكم الصنع بعلمه، وفطر النفوس على معرفته، وأودع
في الأشياء آيات توحيده، وأقام بالنظام الحجة على محكم تدبيره، ودوام ربو بيته. كل
الأشياء مفارقة له قائمة به، متعال عن ملامستها و مداناتها.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
ابتعثه للرسالة الكبرى، و انتدبه للهداية العظمى، فدّل بذلك على عظيم شأنه ورفيع
منزلته صلى الله عليه وآله الأولياء الأزكياء الطاهرين المعصومين ..
عباد الله لا ألزم لأحد من تقوى
الله، ولا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بتقوى. وليكن أحدنا أنظر إلى نفسه وما
يصلحها، أكثر من نظره إلى أي شيء آخر، فإن صلاح كل شيء مع فساد الذات لا يُسعد
المرء غداً ولا يُغنيه، وإن صلاحها وإن فسد كل شيء من دونها لا يضره غداً ولا
يُشقيه. فليكن أكثر ما نطلبه من هذه الدنيا صلاح أنفسنا
اسم الکتاب : محراب التقوى و البصيرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 294