responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آية الله قاسم رجل إصلاح و سلام( إستقامة، ثبات، سلمية) المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 72

إنّ رفضنا للإرهاب الذي شهدته مناطق من السّاحة الإسلامية رفضنا للمنكرات الكبيرة، وأشدّ من إنكارنا لشرب الخمر، وأكل الميتة على فظاعتهما.

ومن نادى بالسلميّة أكثر ممّا نادينا؟! ومن طالب بضبط الأعصاب أمام عنف السلطة أكثر ممّا طالبنا؟! وكم ساءت بنا الظنون من أعزاء لنا لشدَّة ما شدّدنا على نهج السلمية، وعدم الردّ على الاستفزازات القاسية الظالمة من السلطة؟!

وما كان ذلك ليواجَهَ إلا بالاتهام بالإرهاب والعنف والتآمر والعمالة، وكل ذلك لم يُغيّر من منهجنا، ولم نتعامل معه بردّة فعل غاضبة.

وكلّ ذلك لن يغيّر من إخلاصنا لهذه الأرض، وإنسانها، ولن يعدل بنا إلى سلوك آخر.

ولكن أَمِنَ الإرهاب، والخروج على السلميَّة، والانزلاق في العنف أن يُدافع الإنسان عن عِرضه الذي يشهد العدوان عليه؟

وهل تعني السلميَّة أن ترى عرضك يُعتدى عليه فتبتسم لهذا العدوان، وتُصَافح فاعله، أو أن تسكت على انتهاكه وأنت قادر على الدفع عنه؟.

أعطوني شريعة سماوية، أو أرضية تقول بذلك. أعطوني دستوراً أوقانوناً أو عرفاً إنسانيّاً يُقرُّ ذلك، فليخرج مسؤول من المسؤولين الكبار في الدولة، او عالم من علماء الأمة يامر النّاس بأنّ عليكم لو شاهدتم من يعتدي على أعراضكم أن تحيّوه وتُكرموه، أو تسكتوا على عدوانه وقذارته وإن أمكنكم دفعُه. هذا كلام لا يقوله إلا مسخٌ، ولا يمكن أن يقوله إنسان.

ماذا يفعل صاحب العرض لدفع العدوان عن عرضه؟ إن كفى الزجر اكتفى به، وإن لم يكفِ انتقل إلى ما يكفّ به العدوان عن عِرضه ممّا دون القتل من غير أن يزيد على المطلوب، وإذا لم يُجدِ مع يد العدوان إلَّا قطعها تقطع.

خطبة الجمعة (488) 3 ربيع الأول 1433 ه- 27 يناير 2012 م‌

اسم الکتاب : آية الله قاسم رجل إصلاح و سلام( إستقامة، ثبات، سلمية) المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست