لقد بذل الناس الكثير، وأعطوا أثماناً غالية من أجل الإصلاح الذي يُمثّل حلًا واضحاً كافياً، فلم يعطوا كلّ ذلك من أجل الحوارات المستغفِلة، ولقتل الوقت، ولا من أجل تحسين وضع لقمة العيش- على أهميته- وإطلاق سراح السجناء- على ضرورته- فحسب؛ وإلا لما عرَّض الناس أنفسهم للسجن ابتداءً، ولشحّوا بها على ضيق معاناتهم من أول الأمر. ولم يعطوا كل ما أعطوا من أجل إصلاح شكلي سطحي يبقي عمق المشكلة والمأساة على ما هو عليه، تأسيساً لجولات اخرى من المتاعب والخسائر والآلام.

خطبة الجمعة (471) 1 ذو القعدة 1432 ه 30 سبتمبر 2011 م‌

تَرويجُ تُهمَةِ التَّآمُرِ لِمُواجَهَةِ مَطالِبِ الإِصلاحِ‌

وكثيراً ما يُسوِّقُ الإعلامُ العَربيّ الرّسميّ اليوم في حقّ الحركات التصحيحية والمطلبية والتغييرية وصمةَ التآمر وبيع الوطن للخارج، تهرُّباً من الاستجابة لضرورة الإصلاح والتغيير، وللتشويش على سمعة وصدق المعارضة، واستغفال من يُمكن استغفاله، واصطياد من يمكن اصطياده.

خطبة الجمعة (470) 24 شوال 1432 ه 23 سبتمبر 2011 م‌

الظُّلمُ في أَيِّ بُقعَةٍ يُؤَسِّسُ للِظُّلمِ في كُلِّ الأَرضِ‌

نحن ندرك أنّ الظلم في بقعة من الأرض يُؤسِّس للظلم في الأرض كلّها. وأنَّ نظاماً سياسيّاً عادلًا في دولة من الدّول يمثّل بشارة خير، وبادرة إصلاح، وتغيير سليم في كلّ الدول. موقفنا دائماً مع الإصلاح في كلّ مكان، ومع التغيير الإيجابي في كلّ الدّول. جميل أن تذهب الجامعة العربية إلى مطالبة سوريا بإنهاء العنف، وسحب القوَّات من الشوارع، وبالتعدّدية السياسية، والإصلاح الجذري، لكن لماذا هذا في سوريا دون البحرين مثلًا؟