اسم الکتاب : ثورة أم و ثورة شعاع المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 123
وغصب وسرقة لجهود الناس وثمار
عرقهم، وتيئيس وتحقير وارهاب ورعب من أجل أن تنسحق ذات الإنسان، وأن تموت الإرادة
وتذوي الثقة ويذبل الأمل، ولتصغر الذوات والقيم والهموم والتطلعات والرؤى لأن
الطاغية صغير فلا تطأطئ له إلا الرؤوس الصغيرة، وحقير فلا ترضاه إلا النفوس
الحقيرة، ولا يستقر وضعه المتسلط إلا بأن تُندككل القيم، ويُسحق كل الخلق.
2- أداة الثورة:
ثورة كربلاء أداتها دم طاهر فوّار،
التهب كلمة حمراء بنّاءة نفّاذة معطاء، وكلمة حيّة حقّة قرآنية خطّها دم ناطق من
دم الأزكياء الأحرار، فكان من الكلمة المضمخة بالدّم، والدّم المتفجّر كلمة حمراء
لاهبة، سلاحاً قاوم تاريخ الانحراف كلّه من يوم شهيد الطف، وظل يحامي عن الإسلام
المحمديّ الأصيل، ويبني للأمة وعياً وضميراً، ويسلّط على الطاغوتية أضواء فاضحة،
ويعمّق روح الحنين إلى الأصالة، ويجذّر الإباء، ويمكن للشعور بالكرامة، ولروح
البذل والعطاء، والتضحية والفداء، فكان من ذلك كربلاء الثانية بقيادتها الكبيرة من
صنع سيّد الشهداء، وشعبها الثوري الأبي
اسم الکتاب : ثورة أم و ثورة شعاع المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 123