اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 76
وطالبو الإصلاح الحقيقيون يتحاشون
أيّ خسارة وأيّ تعب لأيّ إنسان في مجتمعاتهم تضيفها حركة الإصلاح فوق ما تتسبّبه
وضعيّة الانحراف التي يسعون لتخليص المجتمع منها، وإلّا انحرفوا بما يضيفونه من
خسارة عن خطّ الإصلاح.
والكلّ يتمنّى أن يكون التحرّك
السّياسي الإصلاحي بلا أيّ أثر سلبي اقتصادي أو اجتماعي أو غيرهما؛ ولكن كما تقدّم
إنَّ حركة الإصلاح وهي تصطدم بإرادة الوضع المنحرف لا بُدّ أن تتسبّب في شيء من
الصّداع للمجتمعات، وهو الشيء الذي تُفرزه أوضاع الانحراف ومقاومتُها الشّرسة،
ومكرُها السّيء، وألاعيبها وحِيلها الملتوية، وإنْ حَرَصَ كلّ المصلحين على النأي
بالمجتمع عن كلّ الخسائر.
3- هل هناك سبيل لتقليل الخسائر؟
وبالإمكان أن يتقلّص حجم الخسائر
ويقِلّ جداً، وأن يُتخلَّص منها نهائياً بسرعة لو بادرت كلّ الفئات إلى الانضمام إلى
صوت الإصلاح والوقوف مع العدل، ومناهضة الظُّلم، والقول عمّا هو حق بأنّه حق،
وعمَّا هو باطل بأنَّه باطل من غير مواربةٍ أو لفّ ودوران.
وبمبادرة المسؤولين بالإصلاح،
والاستجابة السّريعة له تتوقّف كلّ المتاعب والخسائر، فالضّغط كلّ الضغط إنّما يجب
أن يوجّه إلى هذا الطّرف بالخصوص، لأنَّه الطّرف الذي يملك مفاتيح الحلّ، وبيده
إمكانات حلحلة الأمور، ولم يؤخذ منه شيءٌ حتّى يُطالب الآخذ له بإرجاعه إليه
[1].
نعم عليّ وأنا أطالب بالإصلاح أن
أحسن الخطاب، أن أحسن التصرّف، أن أتجنب الإساءة، ألا أُثير الريبة، ألّا أخالف حكماً
شرعيّاً، ألا أسيء النيّة،
[1] الشعوب لم تأخذ شيئاً،
الأنظمة هي التي تأخذ من الشعوب، وهي المدينة بالحقوق للشعوب.
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 76