responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 161

الذي يشعُّ بوعيها وأدبها وإيحاءاتها وهداها وصدقها وأصالتها وسموها، ويوصل نداءها إليهم، ويلتقي في خطابه ولمحاته وإشاراته وإيماءاته وإيحاءاته التي هي من خطابها وإيحاءاتها بعميق وجدانهم، وأصيل فطرتهم، وصادق همّهم وطموحهم وتطلعهم.

ولا يمكن للثَّورة أن يتأصّل فيها وعي القضيَّة وأخلاقيتها بأزيد مما يكون لمثالها في الناس الحامل لرسالتها؛ إذ كما لا يمكن أن يزيد حجم الثَّورة وعطاؤها على حجم قضيتها كذلك لا يزيد على مقدار القائد المفجِّر للثورة ونصيبه من وعي القضية وأدبها لأنَّه المقدار الذي ستخوض به القضية صراعها، وتتشبع به الثَّورة في تفجّرها.

فالقضية وإن تكن أكبر قضية لا يمكن أن تكون ثورة كبيرة بقدرها ما لم تجد نفساً بشرية مثالًا تتسّع لها، وتحمل قيمها وهداها ورسالتها في كلّ كلمة وفي كلّ موقف وفي كلّ منعطف، وعند كلّ منزلق، وبقدر ما يغيب من هدى القضية وقيمها في رجل القضية يغيب منها عن مرأى الناس ومسمعهم ونفوسهم وأفئدتهم، ويثلم من قدر الثورة، ويخسر من وزنها وفاعليتها وأثرها.

هذا الرجل الأول في القضية والثورة هو معبر وعيها وأدبها للناس، وأثرها فيهم إنما هو بقدر ما تفيض به نفسه مما له منها من خير لا يقف عند مكان ولا زمان، ولا شعب ولا أمّة، ومن هدى ونور وغوث ونصرة تنبسط بهما يد العطاء لكلِّ طالب، بل يتفقد مواضع الحاجة إليهما منه قلب كبير يسع القريب والبعيد.

فكلَّما كان هناك مستوى إنساني قافز له من اللحاق بمستوى القضية البعيدة المتميزة نصيب أكبر، وكان مثال القضية ورمز الثَّورة كان أمل لموج الثَّورة وإشعاعاتها، وأكسبها قدرة على البقاء والتمرّد على أعاصير الأيام وأحداثها المزمجرة؛ وإذا وجد المثال الإنساني القمّة الذي يقف مع القضية في سماء رفيعة واحدة غنيَّة بالعطاء الذي تحتاجه الأرض ولا تستغني عنه أبداً

اسم الکتاب : الإمام الخميني قدس الله سره و ثورته المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست