responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 55

هذا الطريق، ورقيُّ الروح وكمالها وانسها ليس له طريق سالك غيره.

الفرد والجماعة والامّة بلا مراجعة للذات والأفكار والمشاعر والطرائق وخطى السلوك يحصل لهم الانفلات، والمنفلت عن الصراط يبتلعه التيه، ويشطّ في ضياع عن الغاية.

وأن يزن الإنسان نفسه، فبردّها إلى الخطّ بمقدار ما انحرفت، ويعيد لها من وزنها بمقدار ما فقدت، ويثقّل منه بمقدار ما خفّت، ويدفع بها عوضاً عما قصّرت وتخلّفت؛ خير له من أن يهمل أمرها فتتفلّت حتى يتعذّر الرد، وتفقد القابلية حتى لا يستعاد لها الوزن. وعندئذ تواجه أقسى الأحكام وأمرّ الآثار، وأشد الإقصاء عن أجواء السعادة دنيا وآخرة، وتتم الشقوة، وتستفحل الحسرة.

والإنسان مؤهّل لأن يزن نفسه، ويقيس قدره، ويقف على خيره وشرّه، فإنّه مطّلع على أمره، خبير بنفسه، وبما هي عليه بصير. يدري موقعه بما ينبغي، وكم هي المسافة التي ابتعدها بذاته عمّا يليق به مخلوقاً كريماً وافر الرصيد في الخير، غنيّاً القابليات، معدَّا بعناية إلهية رحمية لتحمل مسؤولية ضخمة؛ يعجز عنها كاهل السماوات والأرض على شدة منهما ومتانة.

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست