اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 50
يزيغ عنه، وغايات الآخرة وبلوغها
تحتاج إلى علم، وغايات الدنيا وتحقيقها يحتاج إلى علم أيضاً.
والعلم المنتج هو ما اقترن به
العمل واهتدى به. أمّا سراج بلا حركة في ضوئه لا يبلغ بعطشان ريّاً، ولا بجائع
شبعا. ومن أعطى ظهره لنور سراجه؛ لم يبصر طريق سيره، وأوقعته الظلمة في كبواتها،
وقادته جهالته إلى خسران مبين. فالعمل يتطلب دائماً إرشاد العلم، وبالعلم يتوفّر
على الإتقان الذي لا تتمّ بدونه النتائج، ولا تستكمل الغايات. فالامّة تأمر بعمل
السابغات- الدروع الوسيعة- ولا تكتفي بذلك، بل تضيف التقدير في السّرد- النسج-
لهذه الدروع الحديدية، بضبط حلقاتها، وإضفاء طابع الانسجام والتناسق بين أحجامها
ومواقعها؛ ليأتي النسج متيناً جميلًا رائعاً. وهو شيء يستند إلى العلم والخبرة
ومراعاتهما في العمل.
وإذا كان الكلام بلا إعراب وهو من
دونه بلا إتقان قد يشوّه المعاني، ويسيء إلى المراد، فإن الأعمال حين لا تُعرب،
ولا تتقن، ولا تأتي مطابقة لقواعد العلم وضوابطه، ليست أنها تقصر عن الغاية فحسب،
وإنّما قد تجرُّ إلى المخاطر، وتتسبب للشدائد والمزالق. والعمل الذي يهدم ضارّاً،
ويشيد نافعاً، ويقيم معوّجاً، ويضيف صالحاً هو ما انطلق من العلم، والتزم
بمسايرته، ولم ينحدر عن خطّه كلّ الدرب، وكل الانطلاق.
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 50