أخوّة الإيمان أن تهديني وأهديك، أن تنصحني وأنصحك، أن تصحّح لي وأصحّح لك من غير تشويه سمعة، من غير إيذاء، من غير تعالٍ، من غير إهانة [1].

2- «خير إخوانك من دعاك إلى صدقالمقال بصدق مقاله، وندبك إلى أفضل الأعمال بحسن أعماله‌» [2]، هذا صديق نموذج، هذا مثال خير، وداعية حق، وهادي طريق، ودليل جنة، أخٌ معلم، أخٌ مدرب، أخٌ نموذج للخلق للكريم، إنّه من أفضل الإخوان، بل أفضل الإخوان.

3- «خير إخوانكم من أهدى إليكمعيوبكم‌» [3]، هذا في الحق، هذا في الواقع، أما على النفس فالأمر قد يكون شيئاً آخر، وذلك بحسب مستويات الناس في مواجهتهم لكلمة النقد وإن كانت صادقة. الصبر على النقد وإن كان من النقد الصادق يحتاج إلى مستوى نفسي، ويحتاج إلى عقل يغلب الهوى، وتدبر يتقدم على الارتجال.

4- من كلام طويل لأمير المؤمنين أمير البيان صلوات الله وسلامه عليه: «أيّها الناس إنما أخبركم عن أخلي كان من أعظم الناس في عيني»

- ميزان أمير المؤمنين عليه السلام ميزان إلهي، ميزان أحكم حكيم بعد رسول الله صلي االه عليه وآله، ميزان العقل الراجح، والنفس الطاهرة، والموضوعية التي لا غبار عليها، ميزان قلب لا يعرف الباطل-

«وكان رأس ما عظم به في عينيصغر الدنيا في عينه‌» [4] فلنبحث عن مثل هؤلاء الإخوان. من صغرت الدنيا في عينه فهو عظيم، عظيم عقلًا، وعظيم روحاً، وعظيم نفساً، وعظيم خلقاً، مأمون سلوكاً، معلم كبير وإن لم يطلق عليه اسم المعلم، حكيم كبير وإن لم يطلق عليه اسم الحكيم. قد لا

[1] خطبة الجمعة (346) 22 ذو القعدة 1429 ه-- 21 نوفمبر 2008 م.

[2] تصنيف غرر الحكم، التميمي الآمدي، ص 417.

[3] ميزان الحكمة، الريشهري، ج، 1 ص 57.

[4] ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 57.