responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 34

وأظنّنا أنّنا استبدلنا عن هذا السبّ والشتم والتجريح، وأن يأكل أحدنا من لحم الآخر، ويحاول دائماً أن يسقطه.

قال أبو جعفر عليه السلام: «أيجي‌ء أحدكم إلى أخيه فيدخل يدهفي كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه؟» فقلت: ما أعرف ذلك فينا [1]، فقال أبو جعفر عليه السلام: «فلا شي‌ء إذاً[2]، قلت: فالهلاك إذاً [3]، فقال:إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد» [4].

لم تنبنِ عقولهم، يعني قومنا بلا عقول تدرك الحقيقة، وتتجاوز عن صغائر الدنيا وتفاهاتها، ويمتدّ بها النظر إلى كرامات الله.

وكيف يدخل شخص يده في جيب أخيه يأخذ منه ما يريد؟ عن عدوانية؟ عن غشّ؟ عن اختلاس؟ لا، إنّها الروح الطاهرة التي لا يحتمل صاحب الجيب فيها شيئاً من ذلك، لِمَ يستقبل الطرف الآخر هذا بالترحاب؟ لأنّه يدرك من أخيه أنّه فوق كل الدنيا، فوق أن تغريه الدنيا فضلًا عن شي‌ء بسيط من المال من جيب صاحبه. إنّه يدرك أنها إمّا الحاجة وإما لطيفة من لطائف الإخوان مع بعضهم البعض، إنّه يدرك من أخيه الثقة التامّة في صاحب الجيب، ويدرك من أخيه رفعة خلقه، وأنّه على شعور واحد معه في التنزّه عن قذارات الدنيا [5].

موذجية الأخوّة الإيمانية

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يُشبع‌


[1] هذا خلق بعيد عن مسلكنا. «منه حفظه الله»

[2] ما عندكم من التشيع شي‌ء، بنيتكم ليست بنية قرآنية، الخلق ليس خلق أهل البيت عليهم السلام. «منه حفظه الله»

[3] إذا لم يكن خلق إسلامي متين، ورؤية إسلامية، ومشاعر إسلامية إيمانية تبني أخوّة متينة فالهلاك إذاً في دنياكم قبل أخراكم. «منه حفظه الله»

[4] المصدر نفسه: 48.

[5] خطبة الجمعة (358) 1 ربيع الأول 1430 ه-- 27 فبراير 2009 م.

اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست