responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 22

دواعي الصداقات والأخوّات‌

فرق هائل بين:

1- صداقة أو أخوة تنشأ على أساس من مطامع الدنيا.

2- وبين أخرى تنشأ من أجل الله وفي ضوء أحكامه وأخلاق دينه.

تقول الكلمة عن علي عليه السلام: «من لم تكن مودته في الله فاحذره،فإنّ مودته لئيمة وصحبته مشومة» [1] إذا كانت مودته لمال، لجاه، لأمر من أمور الدنيا، ولم يكن فيه ما يجتذب من نور الدين، ومن صدق المعرفة، ومن روح الإخاء في الله تبارك وتعالى فإنّه محل الحذر؛ ذلك لأنّه لن يقود إلا إلى شرّ، ولن يدلّ إلا على سوء، ولن يتقدم بك خطوة في اتجاه الله تبارك وتعالى. وكيف لا تكون المودة لئيمة والصحبة مشؤومة وهما إنما تنتهيان بالطرف الآخر إلى النار؟!

«الناسأخوان فمن كانت أخوته في غير ذات الله فهي عداوة، وذلك قوله عزوجل: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍبَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [2]» [3]. قد يكسب أحدنا من صاحبه مالًا، قد يسهّل له صاحبه التّسلّق إلى موقع رسمي كبير، قد تتبذخ حياة أحدنا بصحبة آخر، لكن يوم أن يكون كل ذلك في إطار من علاقات دنيوية بعيدة عن الله عزوجل يصحبها ضلال وتيه وضياع وانحدار عن الطريق فإنّ هذه الصداقة والأخوة لا بدّ أن تنقلب في يوم من الأيام إلى عداوة وأشدّ عداوة (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [4].

نحن نصادق إبليس، نحن نصادق شياطين الأرض، نحن نصادق‌


[1] غرر الحكم ودرر الكلم، الآمدي، ص: 652.

[2] سورة الزخرف: 67.

[3] أعلام الدين في صفات المؤمنين، الديلمي، ص 178.

[4] سورة الزخرف: 67.

اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست