«وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِيبُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاًخَبِيراً[1]» فهناك بيوت في الأرض بيوت
إشعاع، وبيوت إنارة وهداية تنطلق منها كلمات الوحي، وهدايات الوحي وإشعاعاته،
الثقافة الخيّرة، ثقافة الرشد لا ثقافة الغيّ. بيوت لا يُكبّر فيها إلا الله، لا
يُعبد فيها إلا الله، قلوب أهلها متولّهة بذكر الله، ألسنتهم مترطبة بذكره سبحانه
و تعالي، بيوت تخلو من كلّ مادة شيطانية، وتغنى بالمواد الرحمانية المربّية
والمزكّية.
«فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُأَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِالْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ[2]»
هذه بيوت، وهي التي تحفظ الأرض من أن تمور، من أن تهتز، من أن تتزلزل. هذه البيوت
هي التي تحفظ للإنسانية خطها الكريم، وهي البيوت المقاومة للشرّ في الأرض ولكل
الطغاة، وهي البيوت التي تورث الأجيال هدى ونوراً وضياءً ورشداً وحكمةً وصلاحاً،
وتضع المسيرة الإنسانية على الطريق.
وهناك رجال للذكر، حياتهم ذكر،
ودورهم ذكر، ومجالستهم ذكر، والأخذ عنهم يثير الذكر ويغني بالذكر، ويضع على طريق
الذكر.