responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 67

بها على الدرب، أو تنحرف بها عن الجادة، وتنتهي بهذا الإنسان إلى جنة الخلد أو إلى قعر الجحيم هذا الموضوع، وهو:

الشيطان: الشيطان كثيراً ما يكون قريناً للإنسان، وهو قرين سوء، وهو أساس جبهة الضّلال، وله جندٌ كثير، وجبهته عريضة، ولا تكُفّ عن حربٍ مع هذا الإنسان وكيدٍ به ليلًا ولا نهارا.

الآيات الكريمة والنّصوص الشريفة عامة تثير في الإنسان دائماً عداوة هذا العدوّ، وتضع الشيطان بكيده ووسوسته وتآمره على النّفس الإنسانيّة حاضِراً في رؤيةِ الإنسان، حاضراً في شعوره من أجل أن يحترس، من أجل أن يدخل في مواجهة جادّة وحازمة مع هذا العدوّ الكبير.

1- «إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُواحِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ [1]» كيف تكوّنُ موقفاً من عدوّ جارٍ، يملك الكثير من وسائل الكيد، ومن وسائل الإضرار؟ أراك لا تهدأ لك عينٌ وأنت تعيش جاراً لذلك العدو، وأراك لا تدع وسيلةً من وسائل الاحتياط والاحتراز إلا وطلبتها من أجل أن تواجه بها كيده.

الشيطان يصل من العبد إلى مداخل قلبه، إلى تلافيف نفسه، إلى مشاعره وخواطره، فهو أقرب عدوّ للإنسان بعد نفسه. وهذا العدوّ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير.

أنت تلتفّ حول قيادة لتضعك على طريق الرّبح، لتضعك على طريق الهداية، لتصل بك إلى نتيجةٍ طيبة، وهذه القيادة من بين قيادات السوء، وأكبر قيادات السوء تجمع من النّاس أكبر عددٍ ممكنٍ لتُلقي بهم حطباً في جهنّم، ولتنتهي بهم حجارةً من أحجار النّار.

قيادة تملك من وسائل الإغراء، ومن وسائل الاستقطاب، ومن أساليب الإيقاع ما لا تمتلكه قيادةٌ أخرى وهي أضرّ القيادات، وأنتم ترون مثالًا لهذه‌


[1] سورة فاطر: 6.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست