responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 58

دنيا، لست على طريق سعادة آخرة أبداً. فوجب دائماً أن يكون ذكرك منشدّا إلى قرآنك، إلى سنّة نبيّك.

تقرأ كثيرا في القوانين، وتقرأ كثيرا عن نظريات الغربيين، وتتلفّت إلى كلّ خبر تحمله صحيفة عن قانونيٍ أو دستوريٍ ويغيب وعيك، وتغيب ذاكرتك عن منهج الله، عن كتابه الكريم، وهكذا يريدك المغرضون، وهكذا يريدك أعداء الحضارة الإسلامية.

1- «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى‌ [1]» هذه الآية تخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله مباشرة: «فَلا تَنْسى‌» ليس أمراً، وإنما نقول للرسول صلى الله عليه و آله نضمن لك أن لا تنسى، سنوفّر لك حفظ القرآن، سنبقيك ذاكراً دائماً، سنبقيك منشدّا بوعيك وشعورك إلى ما تنزّل عليك، وإلى ما أقرأناك من كتاب الله وآياته، وإلا ضللت، لو انفصل وعيك يا رسول الله عمّا تنزّل عليك من كتاب الله، لو انفصل شعورك لحظة عمّا أُقرأْتَ من كتاب الله لما كنت النبي المعصوم، لما كنت الإنسان الأوّل من بين الناس.

«سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى‌» ليس المهم أن نقرأك فقط، بل لابد من إضافة شي‌ء آخر هو أن لا تنسى ما نقرؤك. فليس المهم أن نتعلم القرآن فقط، ونحمل مفاهيمه بينما ننساها في مقام الشعور، بينما ننساها في مقام العمل، بينما ننساها في مقام التخطيط، بينما ننساها في مقام المواجهة مع أنفسنا، المواجهة مع أصدقائنا، المواجهة مع أعدائناً. «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى‌.»

2- «وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ ما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِوَ الْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ‌ [2]» وهي آيةٌ تقدمت تحت العنوان الأول، وتأتي تحت هذا العنوان.


[1] سورة الأعلى: 6. تم تقديم هذه الآية وقد أتت في الخطبة بعد بضع كلمات بعد كلمة (مباشرة).

[2] سورة البقرة: 231.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست