responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 39

كلها تتصرم في الحياة، وتتحرك في دائرة الحياة. أماالحياة في امتدادها الطويل، وجود الإنسان في مستقبله البعيد، فيبقى في نظرة اللعب بلا هدف!

الطفل قد يستهدف من لعبه شيئاً، ولكنه ليس الهدف الطويل، ليس الهدف المستمر، ليس الهدف البنّاء الذي ينسجم مع ما يقصد إليه العقلاء، وإن كان يأتي لعب الطفل جداً بحسب مرحلته. وفي‌لعب الطفل إعدادٌ له للحياة، وما هو لعب في حق الكبار قد يكون هو عين الجد في حق الصغار، أما أن الكبير يصير صغيراً بأن تكون أهدافه صغيرة قصيرة منقطعة فتلك الكارثة، وذلك هو الجنون، وذلك هو السفه.

نظرة اللعب تقوم عليها اللاهدفيةعلى المدى الطويل، وأهدافها وهمية، كهدف الخلود من خلال بقاء الاسم، من خلال بقاء البنايات الشامخة، من خلال تخليد الجندي بتمثال للجندي المجهول. كلّ ما نخلفه من ذكر، كلّ ما نخلفه من أثر لا يمثل شيئاً بالنسبة إلينا إذا لم ينقذنا في الحياة الآخرة، ولا يمثل لنا بناءً مستقبلياً رابحا.

مما يقوم على نظرة اللعب للكون، للحياة، للإنسان، عبثيةُ الحياة في مسلك الإنسان، ولا قيمَ في خطّ هذه النظرة، والنظرة على هذا الخط للذات وللآخرين نظرة ازدرائية، نظرة احتقار.

أنالما أنظر لنفسي حيواناً لا أكثر، وأنظر لوجودي بأنه وجود ستين سنة ثم يتحول إلى جيفة وتراب وذرات منتشرة ضائعة في الكون العريض، فما هي تلك القيمة لهذا الوجود؟ المرء لما ينظر إلى نفسه جسداً، والجسد بين نطفة وجيفة، وهو على هذا الخط إناءُعذرة، ما قيمة هذا الإنسان؟! من عَمي عن أن ينظر إلى ذاته النظرة الصحيحة الإلهية، والنظرة الفطرية، على أنه شعاع من نور الله سبحانه و تعالي، على أنه عقل، على أنه ضمير، على أنه روحٌ متصلة بفيض الله سبحانه و تعالي، وقادرةٌ على أن تعبُر المسافات الطويلة إلى منازل الكرامة عند الله، من لم ينظر إلى نفسه هذه النظرة فما قيمته؟! أهوأكبر وجوداً من ثور هائج؟ أو من‌

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست