responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 29

يرتضيه العقل ويستريح إليه، هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام. وكل المدارس الأخرى التي أعطت رأياً آخر في قبال رأي أهل البيت عليهم السلام مضطرةٌ أن تتراجع عن رأيها، وإلا نسبت إلى الله ما لا يليق. [1]

4- وأعطى على القليل كثيرا:

في تعاملات الدنيا .. كم يبذل الناس وكم يأخذون. الطالب يدرس سنوات متواصلة، يبذل فيها جهداً كبيراً، ويسهر الليالي من أجل شهادة توظفه بعض سنوات، يتأتى له من هذه الشهادة والوظيفة منزل يأوي إليه، لقمة تشبع بطنه، كسوة تكسو ظهره، وما زاد عن الحاجات المعقولة للبدن مما ذكر وأمثاله ينقلب عليه مضرّة. كلّ ما يمكن أن يحصله الإنسان من جهاد الدنيا في الدنيا هو أن يسدّ حاجاته، وكلما بالغ في اللذات كلما أهلك نفسه وأتلف عمره، وجلب لنفسه المضرّة البالغة. هذه هي حصيلة الشهادات، وحصيلة الابتكارات والاكتشافات، والعمل الدؤوب والسهر الطويل، وليس شيئاً آخر على مستوى الدنيا. أما الشهرة فهي وهم؛ فإن الشهرة والجاه لمن كانا له لا يُسكنان ألمه، ولا يُفرِّجان همَّه، وقد يكون الإنسان ممن يتقلب في فراشه من مضض الألم وثقل السقم، واسمه مستطير في العالم كله، ولا ينقذه أن اسمه مشهور، وأن له شهرة عريضة في العالم.

ويهجم الهم على القلب، والواحد منا بين أحبته وفي قومه وملأه، وهو محاطٌ بكل الأسباب التي تعطي في الظاهر الأمن، إلا أن كلّ ذلك لا يفرّج له همّه ولا يكشفُ عنه غمَّه.

فالعمر حين يُبذل للدنيا، ثمنُه قليل. والنفس حين تُستهلك في دائرة الحياة الحاضرة، هي نفسٌ رخيصة. فالأثمان في الدنيا بين أهلها قليلة، يُعطى الواحد


[1]. خطبة الجمعه (144) 13 محرم 1425 ه/ 5 مارس 2004 م.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست