responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 172

الكلام في الآية التي سأقرؤها عن الفاسقين، والفاسقون جماعة خرجت عن تعليم الله، مالت عن خط السماء، ارتبطت بالأرض، تكلست مشاعرها مع الأرض.

«الَّذِينَ يَنْقُضُونَعَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْيُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ‌[1]» ماذا يعطي الفسق؟ ماذا يعطي الكفر من نتائج عملية في ساحة الحياة؟ عهدُ الله موثّق، مؤكّد في العقول، في الفِطَر، في النّفوس، ليس عهدا مكتوبا على ورق. عهدٌ معجونٌ بالفطرة، عهدٌ مكتنزٌ في الذات، عهد مختلط بالدم، عهد تتشرب به كلّ المشاعر الفطرية عند الإنسان وتحمله الدوافع المعنوية في ذاته، هذا العهد أيبقى عهدٌ بعد نقضه؟!

من نقض هذا العهد ماذا تساوي العقود المكتوبة على الورق عنده؟ لا شي‌ء.

فإذاً هي حضارة نقضِ العهود، والتنكّر للذّمم، والخلف بالوعد، والخروج على الشرط، وحضارة هذا أولها لا يمكن أن تقوم فيها علاقات إنسانية صحيحة.

«يَقْطَعُونَ ما أَمَرَاللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‌ [2]» الكامل يأمر بوصل ماذا؟ بوصل ما فيه كمال الإنسان، بما هو عدل، بما هو حق، بما هو صلة رحم، بما هو رعاية حقوق، وهذا كله مقطّع، كله مبعثر في حضارة المادة.

حضارة المادة ترمي بالعدل جانبا، تدوس الحق، تقطع الرحم، تبتر العلاقة الإيجابية الصحيحة بين الإنسان والإنسان. وما هو الناتج المترتب على ذلك بعد نقض عهد الله وقطع ما أمر الله به أن يوصل؟

«وَ يُفْسِدُونَ فِيالْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ‌ [3]» خاسرون في ذواتهم،


[1] سورة البقرة: 5.

[2] سورة البقرة: 5.

[3] سورة البقرة: 5.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست