responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 170

وشأن هذه الروح شأن ما وهبه الله هذا الإنسان من قوى وطاقات ودوافع ونعم يبقى بها سعيداً لمدة في هذه الحياة سعادةً تطيقها طبيعةُ الدنيا، ويكمّل بها ذاته فيها استعدادا للسعادة الحقيقية الأبدية في الآخرة.

روح الأنا نعمة من الله ولا تتحول نقمةً إلا على يد الإنسان. وكل نعم الله عند الإنسان تحوّلها الإرادة الإنسانية السيئة نقمة تحطّم حياته، وتنتقل به إلى سوء المصير. والمنهج المادي المنحرف الفاشل هو الذي ينحرف بكل الطاقات والمواهب والدوافع والنعم عن خطها الوظيفي النافع الكريم الذي يرسمه المنهج الإلهي لتربية الإنسان وتنضيج إنسانيته وتكميل ذاته.

الله أغدق على هذا الإنسان نعمه، وضمّ إلى ذلك منهجا تربويا ناجحا، فحين يتخلى الإنسان عن المنهج الإلهي لابد أن تتحول النعم إلى أداة شقاء لا سعادة. فالتربية في المنهج الإلهي تتحرك بالإنسان من روح الأنا في ذاته لمصالحه الحقيقية في الدنيا والآخرة بما يلتقي مع مصالح الآخرين، ولا يتقاطع معها لأن أي إحسان للآخر يتكفّل الله جزاءه حسب الوعي الإيماني والواقع فلا يضيع إيثارٌ ولا إحسان ولا تضحيةٌ من أحد لفردٍ أو مجتمع بعد هذا الضمان من الله الذي يجزي على الحسنة بأضعافها، ويعطي المحسنين في الدنيا وفي الآخرة فوق كلّ ثواب وكل مكافآة مما يؤمله محسن عملًا.

وما ضحى عبد بشي‌ء من أشياء الدنيا للآخرين في سبيل الله إلا عظم أجره في الآخرة، وكان مردود عمله فوق أمل الآملين. وإن الإحسان من الإنسان في الدنيا يبني له ذاته في ظل تربية الله.

أنت تسمو وتتكامل من خلال عمل الخير على يدك، وكلما أحسنت، أحسنت لنفسك، لأنك تنشئ في داخلك حب الخير، وحب الفضيلة وتسمو من خلال هذه الممارسة.

وأما الجزاء الإلهي في الآخرة فهو مما لا أذن سمعت، ولا عين رأت.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست