اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 160
سبحانه و تعالي في بُعد من أبعادها
تعني خدمة الآخر، وتعنى الإخلاص للآخر، ورعاية مصلحة الآخر. فهو هدف لا يثير
الصراع بل على العكس يدفع إلى التآلف والتعاون والحل المشترك للمشكلات.
4. منهج أخلاقي:
منهج قيميّ أخلاقي يعتمد التكليف
والمسؤولية وقضية الحساب والثواب والعقاب، وهذا المنهج القيمي الأخلاقي إنما يُنتج
ما هو من طبيعته، وبحكم تجانس المقدمة والنتيجة لابد أن تكون النتائج القائمة على
أصل من هذا النوع ومنهج من هذا النوع هي نتائج التعاون والتكافل، ورعاية الطرف
الآخر، ورقابة الذات ومحاسبتها عند كلّ حالةٍ من حالات الانحراف.
5. ميزانٌ تقييميٌ عالمي:
اعتماد ميزانٍ عالميٍ في التقييم
لا يضيق بضيق القومية، ولا يضيق بضيق العشائرية والفئوية وأي حالة أخرى. هو فوق
هذه الحالات كلها، وأوسع منها، ويستوعب العالم كله.
ونطالعه في الآيات الكريمة الآتية:
«قُلْ لا يَسْتَوِيالْخَبِيثُ وَ الطَّيِّبُ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوااللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[1]»
تفاضلٌ بين الخبيث والطيّب، والطريق مفتوح أمام كلّ شخص في العالم أن يتوفّر على
الطيّب، وأن يتخلص من الخبيث ليسبق، وليتقدم على من سواه، فهو مقياسٌ مفتوح على
كلّ العالم.
«وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمىوَ الْبَصِيرُ» «وَ لَا الظُّلُماتُ وَ لَا النُّورُ[2]»
عقلٌ نيّر، نفسٌ نيّرة، قلبٌ طاهر لا يستوي مع عقل وقلب وروح قد تلوّثت بما يجعل
صاحبها عنصرا مضرّاً. هذا المقياس الذي تتحدث عنه آيات سابقة ولاحقة، ظاهر