responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 138

معية الله سبحانه و تعالي. ومن كان في حمى الله، ووُفِّق لمعيةٍ من الله فلا يُخاف عليه. وما هو الطريق؟ الطريق المجاهدة.

ألم يكن الإنسان هنا ليكدح‌ «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى‌ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ‌[1]» ألم يُخلق الإنسان في كبد؟ لا ينال الإنسان دنياً، ولا ينال الإنسان آخرةً إلا بكفاح، إلا بدور فعّال، إلا بمجاهدة. أنت لا تحبو إلا عبر المكابدة، ولا تقوم إلا عبر المكابدة، ولا تتعلم الحروف إلا عبر المكابدة، وكل ما تكسبه هنا عن طريق المكابدة والمجاهدة، ولن تبني ذاتك كما أراد الله لك إلا من خلال دور تصبر عليه وتجاهد على طريقه.

«وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَإِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيالِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌ [2]» أتريد نفساً كبيرةً، نفساً غير مهزومة، نفساً صابرة، امنع نفسك بمقدار ما تستطيع عن التعلّق والتهالك على الدنيا، على مشتهياتها، على رغائبها، على زخرفها وزينتها. وكلما امتد بك النظر إلى زينة الدنيا، وإلى شهرة الدنيا، وإلى ما في يد الغير من أشياء الدنيا كلما ضعُفت نفسك، وكلما ما ملكت عليك أقطار فكرك، وملكت عليك إرادتك.

«فَاصْبِرْ عَلى‌ مايَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَغُرُوبِها وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَتَرْضى‌ [3]» الطريق إلى أن ترضى النفس، إلى أن تطمئن، تتخلص من هلعها، من قلقها، من فزعها، من ضعفها ... الطريق إلى الثقة أن ترى من تثق به، أن تنشد إلى من تثق به، أن تتعلق بمن تثق به، ولن ترى النفس موثوقاً به كالله.

فإن رأت النفس ربها وانشدت إليه تغنى، وإن لم تر الله تبقى محكومةً


[1] سورة الانشقاق: 6.

[2] سورة طه: 131.

[3] سورة طه: 130.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست